المتعمق في حياة محمد صلى الله عليه وسلم ، يعلم أنه كان صاحب أخلاق ، وأن أشتهر بالصدق والأمانة والإخلاص في العمل ، وأنه لم يرتكب خطيئة قط .
لما بلغ 25 سنة تزوج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، من السيدة خديجة بنت خويلد ، وكانت تكبره بـ15 سنة أي أن عمرها كان 40 سنة ... وهنا نتوقف وقفات .
1ـ أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يفكر في فارق السن بينهما .
2ـ لم يفكر في أن يتزوج بنت صغيره أو فائقة الجمال مع قدرته المادية فهو من أكبر عائلات قريش وأشرفها نسبا .
3ـ لم يفكر في أن يتزوج عليها وكان قادراً على ان يجمع أكثرمن زوجة لكنه لم يفعل مع أنه كان شاباً ...
الملاحظ :
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج الا بعد وفاة زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها .
كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 50 سنة عندما بدأ يتزوج وفي وقت إنشغاله بنشر الدعوة الاسلامية .
على ما يأتي :
1ـ في 5 سنوات جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين 7 زوجات .
2ـ وفي 7 سنوات زاد على الـ7 + 2 فصاروا 9 زوجات وهن :
1ـ السيدة سودة
2ـ السيدة عائشة
3ـ السيدة حفصة
4ـ السيدة زينب بنت خزيمة
5ـ السيدة أم سلمة
6ـ السيدة زينب بنت جحش
7ـ السيدة جويرية
8ـ السيدة صفية بنت حيي بن أخطب
9ـ السيدة أم حبيبة بنت ابي سفيان
10ـ السيدة مارية القبطية
11ـ السيدة ميمونة
هناك شيئ لايلاحظه بعض الناس ، وهو : أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، قد خصه الله بخصائص في مسألة الزواج .
قال الله تعالى (( لايحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن الا ماملكت يمينك وكان الله على كل شيئ رقيبا ))
والاية اشتملت على اطلاق وتقييد :
1 ـ اطلاق للمسلمين بأنه يحل للرجل المسلم بأن يتزوج بـ 4 نساء ولا يزيد عليهن .
2 ـ تقييد للرسول صلى الله عليه وسلم بقيدين :
الاول : عدم استبدال الزوجات بغيرهن اطلاقاً .
الثاني : عدم الاضافة الى ماعنده من الزوجات .
أما عن أسباب تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم :
1ـ تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بإحدى النساء من أجل مصاهرة شيوخ القبائل وزعماء البطون وتأليفاً للقلوب وكان النسب في ذلك الوقت باباً من أبواب القرابة والحرص على نشر الاسلام .
2ـ تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة بنت ابي بكر صاحبه من أجل توثيق عرى المودة والصداقة وكذلك تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب لنفس السبب .
3ـ تزوج أيضاً من أجل نشر الأحكام الخاصة بالنساء مثل اغتسال المرأة من الحيض والنفاس والرضاعة وغيرها من الامور الخاصة بالنساء والتي لاتستطيع إمرأة واحدة أن تنشرها أو تحويها .
4ـ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو معلم وقدوة فيجب ان ينقل كل تعاملاته داخل بيته كيف يأكل كيف يشرب هل عاب على طعام ...الخ
5ـ كان زواجه صلى الله عليه وسلم رعاية لأسر الشهداء بالأمن والامان والراحة والاطمئنان حتى يتمئن المسلمون
ولا يتعرض ابناء الشهداء للضياع مثل زواجه :
من سودة وأم سلمة وأم حبيبة ووزينب بنت خزيمة .
6ـ إقامة الحجة بأنه الدامغة على صدق رسالته وأنه نبي حقاً ذلك لانه توفى عن 9 زوجات أعطاهن حقوقهن كاملة وأعطى الدعوة حقها فبلغ شريعة ربه في الوقت الذي من الصعوبة على الزوج ان يلبي طلبات زوجة واحدة وهذا دلالة على حسن خلقه ورحابة صدره وسعة أفقه وتأييد الله تعالى له صلى الله عليه وسلم .
7ـ تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش والتي كانت زوجة لزيد بن حارثة ...والذي كانوا يدعونه بزيد بن محمد فأراد الله تعالى ابطال التبني لان العرب في ذلك الوقت كانوا يورثون الولد بالتبني ... فتزوجها لاسباب :
الاول: ابطال التبني
الثاني: ابطال حرمة زوجة الابن المتبنى
الثالث: ابطال الاعتزاز بالاحساب والانساب
أما القول بأنه عشق زينب فهو قول خطأ لايقوله الا جاهل بعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم .
كما انها كانت أمامه طوال الوقت وهي بكر فلماذا لم يتزوجها ...
ان من يقولون بذلك قد أخذوه من بعض الكتب كما ذكره الثعلبي والطبري وهذا غلط واضح يجب ان يمرر عبر غربال التحليل والتمحيص والبحث الجيد ليتم تمييز الصحيح من الخطأ .
أما السيدة سودة بنت زمعة : فقد أسلمت ومات زوجها وابن عمها بعد عودتهما من الحبشة ولايوجد مأوى لها ولم يتقدم احد من المسلمين لكي يتزوجها ، فعرض عليها الرسول الزواج فتزوجها خشية ان تعود الى اهلها وكانت كبيرة السن .
أما السيدة هند بنت أمية : وهي ام سلمة فقد مات زوجها ابوسلمة في غزوة احد وكانت كبيرة السن . فعرض عليها ابوبكر الزواج فرفضت ثم عرض عليها عمر الزواج فرفضت فلما عرض عليها الرسول الزواج وافقت .
أما السيدة رملة بنت ابي سفيان : فقد هاجرت الى الحبشة وقد تنصر زوجها فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم الى النجاشي يطلب منه ان يبلغ رملة بأنه يطلبها للزواج فأرسلها النجاشي معززة مكرمة فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً عليها من ان تعود الى ابي سفيان في مكة فيجبرها على العودة في دينه ..كما انه صلة نسب بين رسول الله وابوسفيان .
أما السيدة جويرية بنت الحارث : فقد وقعت في الاسر فأعتقها الرسول صلى الله عليه وسلم ثم طلب منها الزواج فوافقت وكان رسول الله قد خيرها بين ان تذهب مع ابيها أو أن تبقى كزجة له فاختارت البقاء كزجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما حفصة بنت عمر بن الخطاب : فقد مات زوجها حبيس بن حذافه فعرضها عمر على ابوبكر ثم على عثمان ولكن لااحد اجابه ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما زينب بنت خزيمة بن الحارث : فقد مات زوجها في غزوة أحد ولم يطلبها احد للزواج فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يتكفل بنفقاتها ولانه لايوجد كفيل لها .
